التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢٠

رجوتُ الهوى ألَّا يليهِ مَغيبُ

رجوتُ الهوى ألَّا يليهِ مَغيبُ ‏فأصعبُ ما يلقى المُحبُّ غُروبُ ‏سقيمٌ فُؤادي بالفِراقِ وبالجوى ‏ووصلُكِ للدَّاءِ المُقيمِ طبيبُ ‏حنانيكِ إنَّ البُعدَ يُفضي إلى الرَّدى ‏وبالقُرْبِ أنفاسُ النسيمِ تطيبُ ‏وإنِّي -وإن كنتُ المُدانَ بفعلَةٍ ‏تسوؤكِ أو ذنبٍ جرى- لمُنيبُ ‏فإنَّ انتباذَ الرُّوحِ مُرٌّ شرابُهُ ‏وأنتِ فُراتٌ بالسُّرورِ يسيبُ ‏أروحُ وفي صدري من الشَّوقِ لهفةٌ ‏تئنُّ وفي وجهي أسىً وشُحوبُ ‏وأغدو -كما شاءَ الغَرامُ- مُتيَّمًا ‏عليلًا وغيري حالِمٌ وطَروبُ ‏وأعلمُ من نفسي -إذا ما لزمتُها- ‏بأنَّ كِلَينا تائقٌ وكئيبُ ‏كِلانا وحيدٌ يبعثُ الشَّوقَ زفرةً ‏تروحُ بوجدٍ موحِشٍ وتؤوبُ ‏فإنَّا وإن كان الخِصامُ رقيبَنا ‏حبيبٌ وكم يهفو إليهِ حبيبُ ‏تمثَّلَ دورَ الحُزنِ دهرٌ ، فطبعُهُ ‏ظَلومٌ، وأمَّا وقعُهُ فعجيبُ ‏تحاشيتُهُ حتَّى دهاني بِحَسرَةٍ ‏ويأسٍ لهُ بينَ الضُّلوعِ دبيبُ ‏إذا ما دنا للنَّفسِ مدَّتْ هوانَها ‏إليهِ ، وأمسى للقُلوبِ نحيبُ ‏فقلتُ وفي نفسي من الوجدِ لوعةٌ: ‏أمثلُكِ مثلي في الحياةِ غريبُ؟ ‏تساءلتُ حتَّى كدتُ أجهلُ أنَّني ‏-على كُلِّ حالٍ- سائلٌ ومُجيبُ ‏وأصبحتُ لا أدري بِما كان...

من وحشةِ العُمرِ هذا القلبُ قد نزحا

من وحشةِ العُمرِ هذا القلبُ قد نزحا ‏إليكِ بالأملِ الموعودِ إذ جنَحا ‏كأنَّما الكونُ بردٌ قارصٌ أبدًا ‏ومنكِ تقتبسُ الأضلاعُ دفءَ ضُحى ‏يا جنَّةَ اللهِ في أرضِ الجفافِ خذي ‏إليكِ نفْسي ، فإنَّ العيشَ قد قبُحا ‏إنِّي على كُلِّ حالٍ في الحياةِ أرى ‏أنَّ الحياةَ وميضٌ من رُباكِ صحا ‏أكبرتُ وَقْعَكِ في روحي وفي بدني ‏حتَّى شعرتُ بأنَّ العِشْقَ مَنْ رجَحا ‏قدَّستُ حُبَّكِ حتَّى كدتُ أحسبُهُ ‏دينًا ، ولولاهُ هذا الدَّهرُ ما سَمُحا ‏يا آيةَ الحُسنِ .. إن الفنَّ أجمعَهُ ‏من بحرِ حُسنِكِ ضَرْبٌ مُعجِزٌ نضحا ‏فاضت مَحاسنُهُ بالسِّحرِ فافتتنت ‏بِهِ النُّفوسُ ، وأمسى للدُّنا فرَحا ‏واستلهمَ الشِّعرُ من عينيكِ مُبتهِجًا ‏قصائدًا جالَ فيها القلبُ مُنشرِحا ‏لولاكِ ما فُتِحَ البابُ الذي اندفعتْ ‏آمالُهُ حالماتٍ منهُ إذ فُتِحا ‏جودي ، فإنِّي أرى الأيَّامَ راحلةً ‏عَنَّا ، ويبقى من الأحلامِ ما مُنِحا ‏والعُمرُ تَذْرُوهُ أرياحُ السِّنين سُدىً ‏وفيكِ ألقاهُ طيرًا للهوى صدحا ‏فأجملُ الدَّهرِ يومٌ فيكِ مسكنُهُ ‏وأعذبُ الحُسنِ في خَدَّيكِ قد صَبُحا