التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رجوتُ الهوى ألَّا يليهِ مَغيبُ







رجوتُ الهوى ألَّا يليهِ مَغيبُ
‏فأصعبُ ما يلقى المُحبُّ غُروبُ

‏سقيمٌ فُؤادي بالفِراقِ وبالجوى
‏ووصلُكِ للدَّاءِ المُقيمِ طبيبُ

‏حنانيكِ إنَّ البُعدَ يُفضي إلى الرَّدى
‏وبالقُرْبِ أنفاسُ النسيمِ تطيبُ

‏وإنِّي -وإن كنتُ المُدانَ بفعلَةٍ
‏تسوؤكِ أو ذنبٍ جرى- لمُنيبُ

‏فإنَّ انتباذَ الرُّوحِ مُرٌّ شرابُهُ
‏وأنتِ فُراتٌ بالسُّرورِ يسيبُ

‏أروحُ وفي صدري من الشَّوقِ لهفةٌ
‏تئنُّ وفي وجهي أسىً وشُحوبُ

‏وأغدو -كما شاءَ الغَرامُ- مُتيَّمًا
‏عليلًا وغيري حالِمٌ وطَروبُ

‏وأعلمُ من نفسي -إذا ما لزمتُها-
‏بأنَّ كِلَينا تائقٌ وكئيبُ

‏كِلانا وحيدٌ يبعثُ الشَّوقَ زفرةً
‏تروحُ بوجدٍ موحِشٍ وتؤوبُ

‏فإنَّا وإن كان الخِصامُ رقيبَنا
‏حبيبٌ وكم يهفو إليهِ حبيبُ

‏تمثَّلَ دورَ الحُزنِ دهرٌ ، فطبعُهُ
‏ظَلومٌ، وأمَّا وقعُهُ فعجيبُ

‏تحاشيتُهُ حتَّى دهاني بِحَسرَةٍ
‏ويأسٍ لهُ بينَ الضُّلوعِ دبيبُ

‏إذا ما دنا للنَّفسِ مدَّتْ هوانَها
‏إليهِ ، وأمسى للقُلوبِ نحيبُ

‏فقلتُ وفي نفسي من الوجدِ لوعةٌ:
‏أمثلُكِ مثلي في الحياةِ غريبُ؟

‏تساءلتُ حتَّى كدتُ أجهلُ أنَّني
‏-على كُلِّ حالٍ- سائلٌ ومُجيبُ

‏وأصبحتُ لا أدري بِما كانَ أو بِما
‏يكونُ ، وفي بعضِ الغُموضِ عُيوبُ

‏فكيفَ أُعزِّي النَّفسَ بعدَ انطوائِها
‏وهل لكئيبٍ من سِواكِ نصيبُ؟

‏تعالي فإنَّ القلبَ خاوٍ من المُنى
‏وحيدٌ على دربِ الشَّتاتِ يذوبُ

‏فإنِّي لمسرورٌ -على غيرِ عادةٍ-
‏لو اَنَّ اللِّقا بالمُبهِجاتِ قريبُ

‏لعلَّ الهوى -من بعدِ ما شَحَّ- مُغدِقٌ،
‏فتأنَسُ -من بعدِ الجَفاءِ- قُلوبُ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قِفْ بالضُّلوعِ فإنَّ القلبَ قد خَفَقا

قِفْ بالضُّلوعِ فإنَّ القلبَ قد خَفَقا وعَلِّلِ النَّفسَ من هَمٍّ لها انبثقا وكفكفِ الدَّمعَ عن روحي وعن بدني فإنَّني كنتُ من آسى ومن غَرِقا واستوحِ من نبَضاتِ القلبِ تمتمةً فيها الذي كُنَّ حتَّى يُشجيَ الوَرَقا فيها الذي عاثَ في صدري بمفسدةٍ وقد سقانيَ هذا المُرَّ حينَ سقى وما إبانَةُ ما أسررتُ من أرَبٍ، لكنَّ للصَّمتِ عمرًا شاخَ فاحترَقا وإنَّما كنتُ في صبري وفي جلدي كشاربِ الماءِ عطشانًا وقد شَرِقا كأنَّما فيَّ غاياتٌ مُعانِقةٌ صبرًا من اليأسِ -بالآمالِ- قد شُنِقا وما أقضَّ فُؤادي بعدَ هجعتِهِ إلَّا شعورٌ دنا في وحيِهِ صدقا: أن لستُ أُدرِكُ ما قد بِتُّ ناشِدَهُ ولستُ بالقانِعِ الراضي بِما سَبَقا فالنَّفسُ راغِبةٌ، والكفُّ قاصِرةٌ وأقبحُ العيشِ ما لم يُلْفَ مُتَّفِقا وقد أكونُ على دربِ الصِّعابِ فتىً ذا هِمَّةٍ ليسَ يلقى في الهوانِ بقا أُصارِعُ الدَّهرَ لا أرجو معونتَهُ يومًا، ولا أبتغي من عطفِهِ رمَقا أمضي وفي بدني روحٌ، وقد أَنِفَتْ عن كُلِّ منقصةٍ أو ساذَجٍ حَمُقا من عزةِ النَّفسِ فاضتْ جُلُّ عاطِفَتي فما ترانيَ إلا واثِقًا لَبِقا ولا ترانيَ إلا راغِبًا فَطِنًا لا قانِعًا بزهيدِ...

لقاءٌ في ظِلال النور

  أَشْرَقْتِ ..  وامتلأَ   الفضاءُ   بنورِ   وَجْهِكِ..  هَلْ رَمَقْتِ سَحَاْبَةً -مِثْلِيْ-، تَرِقُّ   وتحتوي   خجلَ   القمَرْ؟  تتخافتُ   النَّجماتُ   حولَكِ   أنتِ أسمعُها .. إِذَنْ،   فكأنَّها   سِرَّا   تُشيرُ إلى   اكتمالِكِ   إِذْ   عَبَرْ يا   فيُّ،   طابَ   الليلُ،   وانتَعَشَ   الغريبُ ولاحَ   حُسْنِكِ   وانهمَرْ مُدِّي   يديكِ   إلى   ضلوعي تدركي   لُطْفَ   الأثَرْ هذا   القاءُ   ألذُّ   مِنْ وَقْعِ   السَّحابِ   على   الغصونِ إذا   انتشَتْ   روحُ   الهَبوبِ وعانَقَتْ   أنفاسُها   عطَشَ   الفافي   والشَّجَرْ فتوقَّفي   لِهُنَيْهَةٍ،   قَبْلَ   الوداعِ أوِ   امهليني   ساعةً   حتَّى   أُقَبِّلَ   وجنةً   تعبى وأروي   خاطري   قبلَ   الرَّحيلِ تدبَّري   عينيّ   إنَّ   مدامعي   عطشى وعي...

إلى غيرِ هذا الوجهِ لم يَسِرِ العيدُ

  إلى غيرِ هذا الوجهِ لم يَسِرِ العيدُ ولم تخفقِ الآفاقُ لولاهُ والبيدُ كَمُلْتِ فما أبقيتِ للخلقِ منظرًا من الحُسنِ إذ أمستْ لديكِ المقاليدُ وآثَرَكِ الحُبُّ العظيمُ على الورى كما آثرتْ مغناكِ هذي الأناشيدُ كأنَّكِ والخدَّانِ قد أسفرا معًا جلالٌ لهُ منِّي احتفاءٌ وتمجيدُ تجلَّى ضياءً يجذبُ الرُّوحَ واضِحًا كأنَّ جمالَ الكونِ بعضٌ وتقليدُ فمالَ إليكِ النَّجمُ من شوقِهِ كما تميلُ على صدرِ الرَّبيعِ العناقيدُ وما كنتُ إلا للجمالِ مُسبِّحًا كما سبَّحتْ للحُسنِ تلكَ الأغاريدُ إذا كُانَ هذا الوجهُ للسِّحرِ جامِعًا فما الشِّعرُ؟ ما الآمالُ؟ ما الفنُّ؟ ما الغيدُ؟ وما قيمةُ الأعيادِ في القلبِ، والهوى إذا لم تكن منكِ المحبَّةُ والعيدُ؟