رجوتُ الهوى ألَّا يليهِ مَغيبُ
فأصعبُ ما يلقى المُحبُّ غُروبُ
سقيمٌ فُؤادي بالفِراقِ وبالجوى
ووصلُكِ للدَّاءِ المُقيمِ طبيبُ
حنانيكِ إنَّ البُعدَ يُفضي إلى الرَّدى
وبالقُرْبِ أنفاسُ النسيمِ تطيبُ
وإنِّي -وإن كنتُ المُدانَ بفعلَةٍ
تسوؤكِ أو ذنبٍ جرى- لمُنيبُ
فإنَّ انتباذَ الرُّوحِ مُرٌّ شرابُهُ
وأنتِ فُراتٌ بالسُّرورِ يسيبُ
أروحُ وفي صدري من الشَّوقِ لهفةٌ
تئنُّ وفي وجهي أسىً وشُحوبُ
وأغدو -كما شاءَ الغَرامُ- مُتيَّمًا
عليلًا وغيري حالِمٌ وطَروبُ
وأعلمُ من نفسي -إذا ما لزمتُها-
بأنَّ كِلَينا تائقٌ وكئيبُ
كِلانا وحيدٌ يبعثُ الشَّوقَ زفرةً
تروحُ بوجدٍ موحِشٍ وتؤوبُ
فإنَّا وإن كان الخِصامُ رقيبَنا
حبيبٌ وكم يهفو إليهِ حبيبُ
تمثَّلَ دورَ الحُزنِ دهرٌ ، فطبعُهُ
ظَلومٌ، وأمَّا وقعُهُ فعجيبُ
تحاشيتُهُ حتَّى دهاني بِحَسرَةٍ
ويأسٍ لهُ بينَ الضُّلوعِ دبيبُ
إذا ما دنا للنَّفسِ مدَّتْ هوانَها
إليهِ ، وأمسى للقُلوبِ نحيبُ
فقلتُ وفي نفسي من الوجدِ لوعةٌ:
أمثلُكِ مثلي في الحياةِ غريبُ؟
تساءلتُ حتَّى كدتُ أجهلُ أنَّني
-على كُلِّ حالٍ- سائلٌ ومُجيبُ
وأصبحتُ لا أدري بِما كانَ أو بِما
يكونُ ، وفي بعضِ الغُموضِ عُيوبُ
فكيفَ أُعزِّي النَّفسَ بعدَ انطوائِها
وهل لكئيبٍ من سِواكِ نصيبُ؟
تعالي فإنَّ القلبَ خاوٍ من المُنى
وحيدٌ على دربِ الشَّتاتِ يذوبُ
فإنِّي لمسرورٌ -على غيرِ عادةٍ-
لو اَنَّ اللِّقا بالمُبهِجاتِ قريبُ
لعلَّ الهوى -من بعدِ ما شَحَّ- مُغدِقٌ،
فتأنَسُ -من بعدِ الجَفاءِ- قُلوبُ
تعليقات
إرسال تعليق