الحلم تنكره الحقيقةُ ،
والزَّمانُ هوَ الزَّمانْ
لم يختلفْ إلا وجوهُ المُتعبينَ من الهوانْ
يا آخرَ المعنى من الأوجاعِ
لو يدري الطَّريقُ بمن يجرُّ خُطاهُ مُنْفَرِدًا
ويحملُ قلبَهُ ، يدمى ولا يجدُ الأوانْ!
يا أعمقِ الأحزانِ لو يتأملُ الماضينَ أصنافُ العذابْ
أو تُدْرِكُ الإحباطَ أنفاسُ السَّرابْ
لو كان للأيامِ شيءٌ من شعورٍ أو ضميرْ
أو كانَ للأحلامِ كَفٌّ تحتوي جُرْحَ الكسير
لو كانَ ما يُرجى قريبٌ لا يُخانُ ولا يخونْ
أو كانَ ما يُخشى قَصَيُّ عَنْ متاهاتِ الظُّنونْ
آهٍ من الدُّنيا، وقد ضَلَّ الحَزينُ عَنِ الأَثَرْ
مُتَقَلِّبًا تلهو بِهِ كَفُّ القَدَرْ
لم يدرِ أنَّ الدَّرْب -آخرُهُ كأوَّلِهِ- ضياعٌ غالِبُ
هذا المُسَيَّرُ سائبٌ كالماءِ،
في سِيَرِ الزَّمانِ ، وكُلُّ حينٍ قالِبُ
لا تسألِ الباكي: لِماذا ذابَ خافِقُهُ،
وبَلَّلَ وجنتيهْ
فَلَرُبَّما عَطَشُ الزَّمانِ هَفَا إليهْ
وَلَرُبَّ ساقٍ دأبُهُ يَسقي، ولا يُسقى ،
يُكَفْكِفُ دمعَهُ بالدَّمعِ مَحْمَومًا بآفتِهِ التي
عَاثَتْ بأجمل ما لديهْ
قُمْ -يا رفيقي- وَدِّعِ الآمالَ في بَرْدِ الشِّتاءْ
طالَ الرِّثاءُ ، وقد مَلَلْتُ،
وقَلَّما قُبِلَ الرِّثاءْ
فالحُلْمُ تُنكرُهُ الحقيقةُ،
والزَّمانُ هُوَ الزَّمانْ
لم تَخْتَلِفْ إلا وجوهٌ، والمُدانُ هُوَ المُدانْ
تعليقات
إرسال تعليق