التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حُلمٌ وحقيقة

 


الحلم تنكره الحقيقةُ ، 

والزَّمانُ هوَ الزَّمانْ

لم يختلفْ إلا وجوهُ المُتعبينَ من الهوانْ

يا آخرَ المعنى من الأوجاعِ 

لو يدري الطَّريقُ بمن يجرُّ خُطاهُ مُنْفَرِدًا 

ويحملُ قلبَهُ ، يدمى ولا يجدُ الأوانْ!

يا أعمقِ الأحزانِ لو يتأملُ الماضينَ أصنافُ العذابْ

أو تُدْرِكُ الإحباطَ أنفاسُ السَّرابْ

لو كان للأيامِ شيءٌ من شعورٍ أو ضميرْ

أو كانَ للأحلامِ كَفٌّ تحتوي جُرْحَ الكسير

لو كانَ ما يُرجى قريبٌ لا يُخانُ ولا يخونْ

أو كانَ ما يُخشى قَصَيُّ عَنْ متاهاتِ الظُّنونْ

آهٍ من الدُّنيا، وقد ضَلَّ الحَزينُ عَنِ الأَثَرْ

مُتَقَلِّبًا تلهو بِهِ كَفُّ القَدَرْ

لم يدرِ أنَّ الدَّرْب -آخرُهُ كأوَّلِهِ- ضياعٌ غالِبُ

هذا المُسَيَّرُ سائبٌ كالماءِ، 

في سِيَرِ الزَّمانِ ، وكُلُّ حينٍ قالِبُ 

لا تسألِ الباكي: لِماذا ذابَ خافِقُهُ، 

وبَلَّلَ وجنتيهْ

فَلَرُبَّما عَطَشُ الزَّمانِ هَفَا إليهْ

وَلَرُبَّ ساقٍ دأبُهُ يَسقي، ولا يُسقى ،

يُكَفْكِفُ دمعَهُ بالدَّمعِ مَحْمَومًا بآفتِهِ التي 

عَاثَتْ بأجمل ما لديهْ

قُمْ -يا رفيقي- وَدِّعِ الآمالَ في بَرْدِ الشِّتاءْ

طالَ الرِّثاءُ ، وقد مَلَلْتُ، 

وقَلَّما قُبِلَ الرِّثاءْ

فالحُلْمُ تُنكرُهُ الحقيقةُ،

والزَّمانُ هُوَ الزَّمانْ

لم تَخْتَلِفْ إلا وجوهٌ، والمُدانُ هُوَ المُدانْ


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قِفْ بالضُّلوعِ فإنَّ القلبَ قد خَفَقا

قِفْ بالضُّلوعِ فإنَّ القلبَ قد خَفَقا وعَلِّلِ النَّفسَ من هَمٍّ لها انبثقا وكفكفِ الدَّمعَ عن روحي وعن بدني فإنَّني كنتُ من آسى ومن غَرِقا واستوحِ من نبَضاتِ القلبِ تمتمةً فيها الذي كُنَّ حتَّى يُشجيَ الوَرَقا فيها الذي عاثَ في صدري بمفسدةٍ وقد سقانيَ هذا المُرَّ حينَ سقى وما إبانَةُ ما أسررتُ من أرَبٍ، لكنَّ للصَّمتِ عمرًا شاخَ فاحترَقا وإنَّما كنتُ في صبري وفي جلدي كشاربِ الماءِ عطشانًا وقد شَرِقا كأنَّما فيَّ غاياتٌ مُعانِقةٌ صبرًا من اليأسِ -بالآمالِ- قد شُنِقا وما أقضَّ فُؤادي بعدَ هجعتِهِ إلَّا شعورٌ دنا في وحيِهِ صدقا: أن لستُ أُدرِكُ ما قد بِتُّ ناشِدَهُ ولستُ بالقانِعِ الراضي بِما سَبَقا فالنَّفسُ راغِبةٌ، والكفُّ قاصِرةٌ وأقبحُ العيشِ ما لم يُلْفَ مُتَّفِقا وقد أكونُ على دربِ الصِّعابِ فتىً ذا هِمَّةٍ ليسَ يلقى في الهوانِ بقا أُصارِعُ الدَّهرَ لا أرجو معونتَهُ يومًا، ولا أبتغي من عطفِهِ رمَقا أمضي وفي بدني روحٌ، وقد أَنِفَتْ عن كُلِّ منقصةٍ أو ساذَجٍ حَمُقا من عزةِ النَّفسِ فاضتْ جُلُّ عاطِفَتي فما ترانيَ إلا واثِقًا لَبِقا ولا ترانيَ إلا راغِبًا فَطِنًا لا قانِعًا بزهيدِ...

إلى غيرِ هذا الوجهِ لم يَسِرِ العيدُ

  إلى غيرِ هذا الوجهِ لم يَسِرِ العيدُ ولم تخفقِ الآفاقُ لولاهُ والبيدُ كَمُلْتِ فما أبقيتِ للخلقِ منظرًا من الحُسنِ إذ أمستْ لديكِ المقاليدُ وآثَرَكِ الحُبُّ العظيمُ على الورى كما آثرتْ مغناكِ هذي الأناشيدُ كأنَّكِ والخدَّانِ قد أسفرا معًا جلالٌ لهُ منِّي احتفاءٌ وتمجيدُ تجلَّى ضياءً يجذبُ الرُّوحَ واضِحًا كأنَّ جمالَ الكونِ بعضٌ وتقليدُ فمالَ إليكِ النَّجمُ من شوقِهِ كما تميلُ على صدرِ الرَّبيعِ العناقيدُ وما كنتُ إلا للجمالِ مُسبِّحًا كما سبَّحتْ للحُسنِ تلكَ الأغاريدُ إذا كُانَ هذا الوجهُ للسِّحرِ جامِعًا فما الشِّعرُ؟ ما الآمالُ؟ ما الفنُّ؟ ما الغيدُ؟ وما قيمةُ الأعيادِ في القلبِ، والهوى إذا لم تكن منكِ المحبَّةُ والعيدُ؟

شبابٌ شاعِر

  إذا   فاضَ   صبرُ   المرءِ   ماذا   يُحاذِرُ وقد   كلَّتِ   الأرواحُ   ثُمَّ   الضَّمائرُ وكيف   أرى   في   وحدتي   ما   يَسُرُّني وللحُزنِ   في   جوفِ   المُعَنَّى   عشائرُ أقولُ   لو   اَنَّ   الصَّمتَ   ينهى   عَنِ   الأسى   لَمَا   كلَّ   مِنْ   كَبْتِ   الملالاتِ   شاعِرُ وما   حارَ   بالدُّنيا   شَجِيٌّ   مُعَذَّبٌ تُقَلِّبُهُ   آمالُهُ   والخسائرُ تقحَّمتُ   مِنْ   سِنِّ   الشَّبابِ   معارِكًا أرتني   مشيبَ   الرُّوحِ،   والأمرُ   قاسِرُ وقد   خِلْتُ   أنِّي   قد   أحطتُ   بِها،   وفي ضميريَ   من   نفسي   مُبيْحٌ   وزاجِرُ وها   أنا   مِنْ   أقصى   النَّوى   عدتُ   حائرًا بجهليَ،   لا   تكفي   خُطايَ   الذَّخائرُ أرى   أخلصَ   الإيمانِ   شَكِّي...